محمد الشريف يكتب : يوميات من حياتى العسكرية(الجزء الرابع)

انتهينا في الجزء السابق عند أخر يوم فى مركز تدريب وذهبنا لإجازة قصيرة مدتها خمسة أيام وهى كفيله فقط لان أدرك إننا خرجنا من هذا المكان والتقاط أنفاسنا ، وعدنا بعد انقضاء الإجازة في انتظار توزيعنا على وحدات القوات البحرية في مختلف أنحاء مصر.
حينها عرفت أنني وكثير من زملائي تم توزيعنا على ما يسمى (لواء المــــــــــدمـــــــــرات)وهو من أصعب الألوية واقوي التشكيلات البحرية.
ولكننا سيتم إلحاقنا بقطاع المدارس البحرية للتدريب على التخصص ، وذهبنا إلى المدارس كلا حسب ما تم اختياره له وقد تم اختياري لمدرسه الاشاره البحرية وكثير من زملائي واذكر أول يوم في هذه المدرسة تم إيداعنا بأحد فصول المدرسة لحين إخلاء عنابر التسكين ممن يشغلونها وهذا الفصل غير مهيأ الا لاستقبال توالف الأثاث وقد استقبلنا والحمد لله قضينا فيه ليلتين حيث لا كهرباء ولا ماء ولا دورات مياه ولا اى شئ يشير إلى أننا آدميين.
وبعد ذلك تم إلحاقنا بعنابر التسكين وهى عبارة عن طابقين كل طابق قد يتسع ل 100 فرد وطبعا يوجد بعض السراير المستهلكة ولا يوجد بها اى فراش أو اى لوازم لذلك وعلى اعتبار ان الجيش يقوم بتسليمك مايلزمك حتى اذا اضررت الى النوم فى الشارع ،حيث يوفر لك عدد3 بطانية تقوم بفرش واحده والغطاء بالاثنتين وقد كان ذلك بالفعل .
كانت فتره تعتبر ممتازة قياسا بما رأينها في مركز التدريب إلا أن مايشوبها هو عدم توفير أقامه جيده او غذاء جيد وكنا نعتمد على مشتريات من الكانتين ،واذكر أننا أدركنا العشرة الأوائل من زى الحجة في هذه المدرسة وكنت وبعض من زملائي نصوم هذه العشر ولكي فقط نحصل على طعامنا الرسمي نقوم بتسليم كارنيهاتنا لكي نحصل علي عدد 2 سرفيس نضع فيهم غذائنا الذي غالبا ما كان يتكون من الأرز + ماء السبانخ أو ماء البطاطس أو شوربة اللحم وأقول ماء لان هذا ما كان يصل لنا دون مبالغه ،وكان أحيانا يقوموا بوضع كل شئ على بعضه فى سيرفيس واحد فى منظر أشبه مايكون لمأكل البهائم -أعزكم الله- وكنا مضطرين لان نأخذ هذا الطعام لان عدم استلامنا له يعتبر شئ يحاسب عليه القانون. ولكننا كنا نقوم بإعداد وجبات خاصة بنا من المشتريات من مطاعم المدارس المجاورة.
وجاء أول عيد لي في العسكرية وهو عيد الأضحى والحمد لله وجدت نفسي ضمن الإجازات وقضيت فتره 8 أيام إجازة عيد وكانت احلي إجازة .رجعت منها لتبديل من كانوا موجودين أيام العيد وذات يوم وجدت اسمي ضمن خدمات الليلية ووجدت نفسي ضمن طاقم حراسه مخازن السلاح والذخيرة وهى أصعب مكان في اى وحده عسكرية تخيلوا ول مره في حياتي أقف خدمة أروح على مخازن السلاح وطبعا لم أكن وحدي كان معي زميل أخر وأشخاص آخرون في مناطق مختلفة وكانت ليليه شديدة البرد وطبعا النوم فى ليله الخدمة بيكون محل الخدمة اى في مكان الخدمة وعند استلام السلاح يأتي شخص يسمى حكمدار يشرف على تسلمي السلاح الالى واقوم انا بالتأكد من ان السلاح يعمل واستلم طلقات الذخيره بوجود الحكمدار والشخص الذي سبقنى وطبعا التسليم بعدد اى انى اخرج الذخيره من الخزنة بعدد واسلمها بنفس الكيفيه.
كانت إعمالنا في هذه الفترة تعتبر فقط دراسة لبعض قوانين الأمن البحري وبعض الإجراءات الروتينية وكان اصدقائى الي جواري فى مدارس اخرى وكنا نلتقى ليلا نتسامر ونسأل وكان صديقى (الاسكندرانى)سالف الذكر يأتي يجالسني ونتحدث فى ما نتوقع حدوثة وما ينتظرنا فى هذه الايام وكنت احس بالراحة الشديده مع هذاا لشخص وكان اقرب الاصدقاء الى قلبى وكنت ايضا كذلك بالنسبه له وكنا نذهب لمكان بعيد لنتكلم فى الموبايل لأنه ممنوع .وذات يوم وجدني أتحدث في مكالمة طويلة وبعدها سألنى أنت بتكلم بنات ولا اية يامحمد؟ قلت له انا ليس لى اى علاقه بأى بنت ومن اتحدث لهم هم اثنين فقط من زميلاتى فى الجامعه وهم كأخوتى واحب جدا ان اتحدث اليهم ، قال لى اخاف ان يتحول الامر لما هو اكثر من ذلك .وقد كان محقا فى ذلك.
المهم
انقضت الفترة بكل مافيها وودع بعضنا البعض بكل آسى وانتظرنا من يقوم باصطحابنا الى وحداتنا الاساسيه لكى تبدء فتره الخدمة العسكرية فكل ماسبق ما هو إلا تدريب ومدة الخدمة تبدأ بعد من بداية الذهاب إلى الوحدات الاساسيه.
وللحديث بقيه مادام فى العمر بقيه
الجزء القادم
فى لواء المدمرات