البراء بن مالك الانصارى
هو صحابي اخوه اشهر منه عند كثير من الناس
الا ان الصحابي ده لما ابتديت اقرأ عنه مكنتش بجد متخيلة موقفه في الغزوة اللي هتقرو عنها النهاردة بجد حاجة فووق الوصف
انا بتكلم عن سيدنا البراء بن مالك الانصارى اخو سيدنا انس بن مالك الانصارى
( خادم رسول الله صلي اللي عليه وسلم )
طبعا اللي معظمنا عارفينه
سيدنا البراء كان هزيل الجسم ومكنش من الشخصيات اللي تبهرك بقوتها وكان ضئيل في الحجم لا تلتفت الانظار اليه ومع كل الصفات دي قتل في مبارزة واحدة 100 من المشركين ده طبعا بجانب المعارك المختلفة اللي خاضها في سبيل اعلاء كلمة الاسلام
ونبتدي مواقفنا النهاردة بعد وفاة الرسول
عليه الصلاة والسلام
والردة والانقسام اللي حصل بعد وفاته
وخروج افواج من دين الاسلام حتي لم يتبق علي الاسلام الا اهل مكة والمدينة والطائف وجماعات متفرقة من هنا وهناك
صمد سيدنا ابي بكر امام هذه الفتنة المدمرة واعد من المهاجرين والانصار 11 جيشا
ودفع بهم في ارجاء جزيرة العرب ليعيدوا المرتدين الي سبيل الهدي وكان اقوى المرتدين بأسا واكثرهم عددا بنو حنيفة اصحاب مسيلمة الكذاب
فقد اجتمع له 40.000 من اشداء المحاربين
موالين له وكان اكثر هؤلاء قد اتبعوه عصبية له لا ايمانا به لانهم من قومه وقد كان بعضهم يقول اشهد ان مسيلمة كذاب ومحمدا صادق لكن كذاب ربيعة احب الينا من صادق مضر
(قبيلة الرسول عليه الصلاة والسلام)
هزم مسيلمة اول جيش خرج له من المسلمين بقيادة عكرمة بن ابي جهل
فأرسل سيدنا ابي بكر جيشا ثانيا بقيادة خالد بن الوليد حشد فيه الصحابة من المهاجرين والانصار وكان في طليعتهم سيدنا البراء
التقي الجيشان في ارض اليمامة في نجد وبعد وقت رجحت كفة مسيلمة وطفق اصحاب محمد عليه الصلاة والسلام يتراجعون عن مواقفهم حتي اقتحم اصحاب مسيلمة الكذاب خيمة خالد بن الوليد وكادوا يقتلون زوجته لولا ان اجارها واحد منهم
عندئذ شعر المسلمون بالخطر وادركوا انهم ان انهزموا امام مسيلمة فلن تقوم للاسلام قائمة بعد اليوم ولن يعبد الله وحده ولاشريك له في جزيرة العرب
وهب خالد بن الوليد الي جيشه واعاد تنظيمه وميز المهاجرين عن الانصار وجعل ابناء كل قوم تحت راية واحد منه
وثبت مسليمة وثبت المسلمون واشتد القتال وابدى المسلمون من خوارق البطولات مالا يصدقه بشر
فهذا ثابت بن قيس حامل لواء الانصار يتحنط ويتكفن ويحفر لنفسه حفرة فى الارض فينزل فيها الي نصف ساقة ويبقي ثابتا في موقفه يحارب حتي خر شهيدا
وهذا زيد بن الخطاب اخو سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنهما ينادي في المسلمين
( ايها الناس عضوا علي اضراسكم واضربوا في عدوكم وامضوا قدما ايها الناس والله لا اتكلم بعد هذه الكلمة ابدا حتي نهزم مسيلمة الكذاب او القي الله فأدلي اليه بحجتي )
فما زال يقاتل حتي استشهد
وهذا سالم مولي ابي حذيفة يحمل راية المهاجرين فيخشي عليه قومه ان يضعف
او يتزعزع فقالوا له انا لنخشي ان يدخلوا الينا من ناحيتك فقال
ان جاؤكم من ناحيتي فبئس حامل القراءن اكون
ثم اخذ يقاتل حتي اصيب
ولكن بطولات هؤلاء جميعا تتضاءل اما م بطولة البراء بن مالك بطل قصتنا
ذلك ان خالد حين راي ان الحرب اشتدت التفت الي البراء وقال له اليهم يا فتي الانصار
وكان في ريعان شبابه
فالتفت البراء الي قومه وقال
(يا معشر الانصار لا يفكرن احد منكم بالرجوع الي المدينة فلا مدينة لكم بعد اليوم وانما هو الله وحده ...ثم الجنة )
ثم اشتبك مع المشركين وشق صفوفهم حتي ارتبك اصحاب مسيلمة ولجأوا الي الحديقة
التي عرفت بعد ذلك باسم حديقة الموت لكثرة من قتل فيها في ذلك اليوم
كانت تلك الحديقة واسعة عالية الجدران فأغلق مسيلمة والالاف التي معه عليهم ابوابها وتحصنوا بها وجعلوا يمطرون المسلمين بنبالهم من داخلها فتتساقط عليهم تساقط المطر
عند ذلك تقدم باسل المسلمين البراء
وقال
يا قوم ضعوني علي ترس وضعوا الترس علي الرماح ثم اقذفوني الي الحديقة قريبا من الباب فاما ان استشهد واما ان افتح لكم الباب
وفي لمح البصر جلس البراء علي الترس فقد كان ضئيل الجسم ورفعته عشرات الرماح فألقته في حديقة الموت بين الالاف من جند مسيلمة فنزل عليهم نزول الصاعقة ومازال يحاربهم امام باب الحديقة حتي قتل عشرة منهم وفتح الباب وهو في جسده مايزيد عن 80 ضربة من سهم وسيف
فتدفق الملسمين علي الحديقة وحاربوا بضراوة حتي قتلوا من جنود مسيلمة تقريبا 20.000 ووصلوا الي مسيلمة فأردوه قتيلا
حمل المسلمون البراء ليداوه واقام عليه خالد بن الوليد شهرا يعالجه حتي اذن الله له بالشفاء وكتب للمسلمين النصر علي يديه
وظل البراء يمني نفسه بالشهادة التي فاتته يوم حديقة الموت
واخذ يحارب مع المسلمين معركة تلو الاخرى وكله شوق وحنين اللي اللحاق بنبيه الكريم عليه الصلاة والسلاااام
حتي كان يوم فتح (تستر) من بلاد الفرس فقد تحصن الفرس في احدي القلاع المحصنة فأحاطهم المسلمون فلما طال الحصار واشتد البلاء علي الفرس جعلوا يدلون من اعلي اسوار القلعة سلاسل من حديد بها كلابشات كبيرة من حديد علقت بها كلايب من فولاذ حميت بالنار حتي اصبحت اشد توهجا من الجمر فكانت تنشب في اجساد المسلمين وتعلق بها فيرفعونهم اليهم اما موتي او علي وشكك الموت
فعلق احداها بسيدنا انس اخو البراء فما ان رأه البراء حتي وثب علي الجدار وامسك بالسلسلة التي تحمل اخاه وجعل يفك الكلابشات ليخرجه من جسد اخيه فأخذت يده تخترق وتدخن فلم يهتم حتي انقذ اخاه وهبط الي الارض بعد ان اصبحت يده عظاما ليس عليها لحم
ودعا سيدنا البراء الله في هذه المعركة ان يرزقه الشهادة فأحاب الله دعاؤه حيث خر شهيدا بعد ما ابلي عظيم البلاء في محاربة الفرس ولقي ربه فرحا بلقائه
رضي الله عن سيدنا البراء وارضاه واقر عينه بصحبه نبيه محمد عليه الصلاة واسلام
ونضر وجهه في الجنة</SPAN>