شفيق يتعهد بإجراء تحقيق فورى لمعرفة المتسببين فى أحداث التحرير
تعهد الفريق أحمد شفيق رئيس مجلس الوزراء بإجراء تحقيق فورى وسريع لمعرفة
المتسببين فى أحداث الأمس الدامية التى جرت فى ميدان التحرير.
وقال: "أتعهد أمام الشعب المصرى أن هذا الوضع لن يمر مرور الكرام"، مضيفا
أنه أجرى اتصالات هاتفية الليلة الماضية مع عدد من المحتجين من الشباب فى
ميدان التحرير وأنه على استعداد للذهاب إلى الميدان ومحاورة المحتجين.
جاء ذلك فى مؤتمر صحفى عقده رئيس الوزراء اليوم الخميس بحضور ممثلى وكالات الأنباء والصحف ووسائل الإعلام المصرية والعربية.
وأكد شفيق أن أحد بنود خطاب تكليفه بتشكيل الوزارة هو التحقيق الكامل
والعميق فى أسباب ما تم من غياب أمنى كامل عن الساحة خلال الفترة الماضية،
والذى أدى إلى فقدان الكثير من المال العام والأمن الشخصى والعائلى
والأسري، مضيفا أن التحقيقات ستجرى لمعرفة الأسباب التى أدت إلى ذلك ، وهل
كانت مخططة أو مدبرة أو عفوية، ومعرفة الجهة أو الجهات التى تقف ورائها ..
وسوف يكون التحقيق بمنتهى الدقة .
وردا على سؤال حول مسئولية وزير الداخلية السابق حبيب العادلى عما جرى
خلال الأحداث التى شهدتها البلاد خلال الفترة الماضية نتيجة الفراغ
الأمنى، قال رئيس الوزراء إذا كان الوزير هو المسئول عن الخطأ أو خطأ ما
سوف يحاسب .. وسوف تعلن نتيجة التحقيقات ، ولا غضاضة فى ذلك .
وأكد شفيق حرص الحكومة على الحوار والتفاهم حول كافة القضايا المطروحة
والاستماع إلى كافة الآراء وبدون شروط للوصول إلى حل يرضى الجميع وتحقيق
الصالح العام.
وقال ليس هناك سقف معين لتحديد الحوار، وإننا مفنتحين لسماع الجميع من
الشباب أو قادة الأحزاب وممثلى القوى الوطنية والحكماء، مضيفا "ما لايؤخذ
كله لايترك كله" ولابد من الجلوس على مائدة التفاوض وأن الحوار يعنى لا
أتمسك إلى ما لانهاية برأى، وإلا ما كان هناك حوار.
وأضاف لا أحد يقطع أن هناك مؤامرة، وليس هناك شيء يمكن أن أضع يدى عليه،
جميع الاحتمالات موجودة حتى لو كانت هناك مؤامرة، فنحن أخطأنا فى حق
أنفسنا لأننا سمحنا لأنفسنا بنجاح تلك المؤامرة.
وحول تأثير التظاهرات على حركة الملاحة فى قناة السويس، قال ليس هناك أى
تأثير على حركة الملاحة فى قناة السويس، مشيرا إلى أنه على اتصال مستمر مع
الوزراء ، ويمر عليهم فى مواقعهم للوقوف على تطورات الأوضاع الحياتية أولا
بأول، حيث زار اليوم وزيرة التجارة والصناعة لاستعراض الأمور المتعلقة
بالبيت المصرى واحتياجات المواطنين.
وحذر شفيق من خطورة الوضع إذا استمر توقف العمل فى الشارع والمصالح
الحكومية والتأثير السلبى على المواطنين نتيجة حالة الشلل الحادثة حاليا،
مؤكدا على ضرورة عودة الاستقرار فى أسرع وقت، لافتا إلى أن رفع حظر
التجوال مرهون بتحقيق أمن وسلامة المواطنين.
وحول سؤال بشأن الإجراءات التى ستقوم بها الحكومة لتعويض المضارين عن
الخسائر التى حدثت الفترة الماضية، وتقدير الخسائر الاقتصادية الناجمة عن
تلك الأحداث، قال لا استطيع الآن تقدير حصر الخسائر لأن من يقومون بعملية
الحصر ينتهوا من عملهم فى الساعة الثانية وبالتالى ليس هناك تقدير لحجم
هذه الخسائر.
وحول مطالبة الإدارة الأمريكية للرئيس مبارك بنقل السلطة الآن، قال
شفيق"لايهمنى الخارج، مايهمنى هو الداخل .. هناك أصولا لابد من إتباعها ..
رئيس الجمهورية أعلن أنه لن يترشح فى الانتخابات القادمة، وبالتالى هناك
مجموعة من الخطوات لابد من تنفيذها قبل انتهاء مهام منصبه وهناك أربعة
شهور سيفوض بعدها الرئيس الأمور للآخرين لتسير البلاد".
وتساءل شفيق "هل خروج الرئيس الآن مظهر مشرف"، مشيرا إلى أن "الملك فاروق
الذى أضاع مصر وقامت الثورة نتيجة الأوضاع السيئة التى شهدتها البلاد فى
عهده خرج بصورة مشرفة وعزف له السلام الملكى فى حينه وكان فى وداعه رئيس
الثورة .. ما تم كان إجراء ينم عن حضارة دولة لها تاريخ سبعة آلاف عام
وليس 200 سنة .. لابد أن يخرج الرئيس بكرامة وعزة وهذه هى الأصول".
وناشد شفيق كافة المواطنين خاصة شباب المحتجين بإنهاء اعتصامهم لعودة
الحياة إلى طبيعتها ووقف نزيف الخسائر الاقتصادية فى مصر، مشيرا إلى ما
حدث فى تونس من قبل من عنف، وغياب أمنى وفتح السجون ..وقال " لكننا لسنا
تونس لأن كتالوج العصيان فى تونس لايصلح لدينا، فنحن بلد ذات حضارة".
وأكد شفيق أن مهمة حكومته فى الفترة الحالية هى إعادة الثقة بين الشباب
والحكومة وعودة الأمن والأمان فى الشارع المصرى ورفع مستوى معيشة
المواطنين وتنفيذ الإصلاحات الدستورية والبرلمانية والسياسية، مشيرا إلى
أن الحكومة تستعيد الحسابات فى جميع الأمور السياسية والاقتصادية
والاجتماعية.
وحول ظهور رئيسى مجلسى الشعب والشورى فى الفترة الحالية بعد الاتهامات
ببطلان المجلسين مما يستفز مشاعر المواطنين، قال "إنه يوجد عمل رسمى ويجب
أن يستمر كل مسئول فى عمله حتى يصدر قرار بعدم وجوده عن الوظيفة ، فلا
يمكن خلط العواطف والمشاعر بالعمل الرسمى".
وأشار شفيق إلى أنه ألغى ثلاث وزارات فى الحكومة الحالية وهى التنمية
الاقتصادية لإمكانية القيام بعملها فى وزارة المالية ووزارة التنمية
الإدارية لوجود الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة إلى جانب الاستثمار التى
سيتم القيام بعملها فى وزارة التجارة والصناعة، لافتا إلى أنه سيعلن قريبا
عن الوزير الجديد لكل من التربية والتعليم والسياحة .
وأكد شفيق أن بقاء بعض الوزراء فى الحكومة السابقة للعمل فى الحكومة
الحالية، جاء لإنهاء الملفات التى يقومون بالإشراف عليها، حيث لايوجد وقت
حاليا لتعليم وزير جديد، مشيرا إلى أنه حزين جدا لتغيير د. أحمد زكى بدر
وزير التربية والتعليم، لأنه يمتلك الكثير من الكفاءة والقدرة والذكاء،
لكنه حاد والوضع لايحتاج لهذه الصفة فاخترت راحة المواطنين.
وردا على سؤال حول مخطط إرهابى خارجى لضرب استقرار مصر، وهو ما نشر فى بعض
الصحف القومية ، قال رئيس الوزراء "إن ثبت صحة وجود هذا المخطط سوف نتعامل
معه بقوة"، مشيرا إلى أنه طالما تم كشفه انتهت خطورته.
وكشف شفيق عن أسباب دخول الجمال والخيول إلى ميدان التحرير، حيث إن
التحقيقات الأولية أثبتت أنهم من العاملين فى السياحة بمنطقة الهرم والذين
تضرر عملهم نتيجة للأحداث الحالية.
واختتم رئيس الوزراء تصريحاته بالتعهد بحماية المظاهرات التى ستقام غدا بميدان التحرير أو أى منطقة أخرى وحماية المتظاهرين.
من ناحية أخرى، شارك فى الاجتماع الذى عقد اليوم بين السيد عمر سليمان
نائب رئيس الجمهورية والدكتور أحمد شفيق رئيس الوزراء عدد من الشخصيات
التى تمثل الأحزاب والقوى السياسية من بينهم الدكتور احمد كمال أبو المجد
ومنصور حسن وعصمت السادات وحلمى سالم ورجب هلال حميدة وناجى الشهابى
وغيرهم.