في سنّ الرابعة عشرة بدأ أحمد مطر يكتب الشعر، ولم تخرج قصائده الأولى عن نطاق الغَزَل والرومانسية؛ لكن سرعان ما تكشّفت له خفايا الصراع بين السُلطة والشعب؛ فألقى بنفسه -في فترة مبكرة من عمره- في دائرة النار؛ حيث لم تُطاوعه نفسه على الصمت، ولا على ارتداء ثياب العرس في المأتم؛ فدخل المعترك السياسي من خلال مشاركته في الاحتفالات العامة بإلقاء قصائده منعلى المنصة، وكانت هذه القصائد في بداياتها طويلة، تصل إلى أكثر من مائة بيت، مشحونة بقوة عالية من التحريض، وتتمحور حول موقف المواطن من سُلطة لاتتركه ليعيش.. فمع أبيات القصيدة
القضية لــ : أحمد مطر
زعموا أنّ لنا
أرضاً, وعرضاً, وحمية
وسُيوفاً لا تُباريها المنية
زَعَموا..
فالأرضُ زالت
ودماءُ العِرض ِسالت
وولاة الأمرَ لا أمرَ لهُم
خارجَ نصّ المسرحية
كُـلُهم راع ٍومسئولٌ
عن التفريط في حقّ الرعية!
وعن الإرهاب والكبتِ
وتقطيع أيادي الناس ِ
من أجل القضية
****
والقضية
ساعةَ الميلاد, كانت بُندقية
ثم صارت وتداً في خيمةٍ
أغرقهُ (الزيتُ)
فأضحى غـُصنَ زيتونٍ
وأمسى مزهرية
تُنعِشُ المائدةَ الخضراء
صُبحاً وعَشية
في القصور الملكية
****
ويقولونَ لي: اضحك!
حسناً
ها إنني أضحكُ من شرّ البليةّ!