محمد الشريف يكتب : يوميات من حياتى العسكرية(الجزء الثالث)

انتهينا فى الجزء السابق الى اننا وصلنا بمراحل التدريبات الى مايقرب من نهايتها ومررنا فى ذلك على العديد من اشكال التدريبات منها التدريب على فك وتركيب وتنظيف الاسلحة الاليه فى زمن دقيقه وايضا الذهاب لميدان الرماية للتدريب على ضرب النار لعده مرات كما اننا كنا فى عمل مستمر لاعداد المركز ليوم العرض العسكرى ويوم العرض العسكرى بمثابة يوم العيد فهو نتيجة التدريبات والاعدادات التى نعمل بها طوال فتره مركز التدريب.
وكنا نتدرب بشكل قوى ووصلنا الى المراحل النهائيه اى مرحله اعداد البروفات للعرض العسكرى
والعرض العسكرى هو بالضبط عرض مثل عروض تخرج الكليات العسكرية بكل مافيه من صيحات وعروض رياضيه وتشكيل اشكال وكلمات فى شكل جمالى جدا ويستلزم هذا الامر التدريب الجيد.
وكنا نتدرب فى هذه الاوقات بالسلاح لان العرض يكون بالسلاح وذات يوم كنا قد ابدعنا فى اظهار التنظيم وكان قائد مركز التدريب يحضر هذه البروفه واثنى علينا جدا وكنا فى غاية السرور
وبعد ان انتهينا من التدريب ذهبنا الى مخزن الذخيره لتسليم السلاح وطبعا بعدها نذهب لتناول الغذاء والسلاح يتم تسليمه بارقام .
وكان يشرف على تدريبنا شخص غير سوى حسبى الله ونعم الوكيل فيه كان شخص ناقص جدا يرى اننا افضل منه ويظهر ذلك فى تعاملاته معنا
وبينما نحن نسلم اسلحتنا وحكمدار السرية ينادى على الارقام اذا به يأتى ويصرخ لماذا ترتفع اصواتكم لماذا لاتسلمو اسلحتكم بنظام لماذا.......لماذا...؟؟؟؟؟
وقرر عمل طابور ذنب اى انه قرر (تكديرنا)وياله من يوم امر السريه ونحن فى اماكننا وبالاسلحه بالرقد على الارض والزحف بالسلاح
اتدرون كيف الزحف بالسلاح اى انك تحمل السلاح فى يدك واكواعك مغروسه فى الاسفلت وتسير اعتمادا على جر اكواعك لجسدك
وهو امر بالغ بالغ الصعوبه وكذلك القيام بعمل اعديد من التمرينات المرهقه كتمرين رقم (9) ايضا بالسلاح وظل يمارس علينا هذا القهر الى ان اوصل الحال لبعض زملائنا الى عدم القدره على الحركة
لان هذا كان بعد يوم شاق من التدريب وقبل الغذاء ايضا والله هذا اليوم من اصعب الايام فى العسكرية ولم ينتهى الامر الى ذلك فقد كان مركز تدريبنا يطل على البحر فأمرنا بترك الاسلحه
والذهاب الى الشاطئ وامرنا بالزحف على الرمال المبلله وايضا العديد من التمرينات المرهقه وعندما قرر الانتهاء قال لنا كل شخص يذهب خلال عشرين ثانية ويقف امام سلاحه
ومن يقف على غير سلاحة سيعاقب مما جعلنا نطير الى اماكننا فى هرجله وسرعه واثناء الجري
واذ بى اسقط على الارض واحسست ان ساقى اليمنى انفصلت عن جسدى صرخت بأعلى صوتى ووجدت كل السريه حولى وانا اتألم واذ بهذا الرجل يقول لهم
(ال مش هيروح على سلاحة هعمله طابور زياده)وجاء لى وقال :قوم يابنى على سلاحك . فقلت له :مش قادر وانا اتألم الم شديد
وامر اثنين من اصدقائى بحملى الى السريه وذهب باقى السريه الى تسليم اسلحتهم وتناول الغذاء وظللت انا فى السريه اتألم واحسست ان رجلى كسرت
وبعد انتهاء السريه من الغداء وجدتهم حضروا الى يطمئنون على ما اصابنى وهم فى غاية الحزن ومن كثره المى وجدت الكثير منهم يبكون حولى
وحملنى اتنين منهم الى المستشفى وقرر الاطباء براحة لمده اسبوع وكانت فتره كافيه لالتقاط انفاسى لمست فى هذه الفتره ترابطناا كمجموعه ممتازه دامت صداقتنا الى الان
وطبعا كنا نشارك بعضنا جلسات النقاش والمزاح والعزومات البسيطه وطبعا كنا يوم الزيارات بالنسبه لنا يوم عيد
وكما ذكرت كان يأتى لزيارتى اصدقائى لتلبيه حاجاتى وايضا كنا وصلنا لدرجة من الحب فيما بيننا لم اعهدها من قبل
احيانا كنا نذهب الى السينما(مكان به شاشه عرض كبيره يذاع عليها الافلام والمباريات)واذكر اننى رأيت مباراة الاهلى والقطن الكاميرونى فى نهائى دورى ابطال افريقيا 2008 هناك
وكذلك عمل يوم رياضى مخصص فقط لممارسه الرياضه ولعب الكره بين كل قوة المركز ضباط وافراد وهو نوع من التألف ورفع الروح المعنوية
وظللت فى راحه لمده اسبوع فقط ارى مايفعله زملائى فى بروفات العرض وكان فعلا شكل جميل جدا ....قالب لاينفصل جزء عن جزء ......... عدد خطوات محسوبة وصيحات معلومة فى اوقات محدده
نظام قوى تعودنا عليهفى هذه الفتره التى هى الاقدر على تغيير نمط حياة اى شخص .
ولقد كنت فى بداية مركز تدريب اقول
(ياناس الكلام ده للجماعه ال مشفوش بهدله فى حياتهم يعنى ال المفروض عايزين يكونو رجاله اما احنا بالنسبه لنا مش هتفرق معانا كتير لاني رأيت الكثير قبل دخول الجيش)
ولكنى فعلا وجدت اختلاف كبير وتغيير شامل اثر على حياتى كلها
وقبل العرض بيومين اتى لى المشرف على تدريبنا سالف الذكر واحسست فى كلامه نبره تأسى على ماحدث لى وايضا نبره الاعتذار دون ان يعتذر ووجدته يثنى على ادائى فى التدريبات
وطلب منى ان كنت مهيئ لنزو ل العرض فياريت لانى كنت (دليل جانبى)اى انى كنت على راس صف وهو شئ يصعب تجهيز فرد عليه لانه لم يتعود على ذلك
وقلت له سانزل اخر بروفه قبل العرض ان وجدت نفسى قادر سانزل العرض والحمد لله نزلت البروفه
وجـــــــــــاء يــــــــوم العــــــــــــرض
استيقذنا كالعاده فى الرابعه قبل الفجر
وظلننا نكبر فى الصباح كأنه بالظبط يوم العيد(الله اكبر الله اكبر الله اكبر لااله الا الله الله اكبر الله اكبر ولله الحمد )كلنا فى صوت واحد وفى سعاده بالغه نزلنا الطابور
بعد صلاه الفجر لما نفعل اى شى الا الاعداد للعرض والتجهيز له وتولى اعمال النظافه وتجهيز الامور كلها مجموعه من الغير قادرين على نزول العرض
وبدء العرض واستمر لما يقرب من ساعتين ابدعنا فيه كلا فى مجاله حتى يخرج بالشكل الائق وكان بالفعل عرض رائع
وفور انتهائة قمنا باستلام التصاريح لاجازة لمدة خمس ايام
يااااااااااااااااااااااااااااااه 39 يوم لم اخرج خارج المعسكر
احساس غير عادى فرحة ومصافحة لزملاء فتره من افضل فترات حياتى واصعبها على الاطلاق



وللحديث بقيه مادام فى العمر بقيه
الجزء القادم

فى فرقة الاعداد

الف شكر لمرورك
التوبيك نور وقيمته بتزيد لما حد بيشرفنى بمروره
وانا قررت ان اكتب فى هذه الاوقات
لانى استحضرت ما كنت فيه ايام العسكرية
واملا ان يكون هناك مشاركة ولو بأى شئ
فى مايجرى من احداث
واستعدادا ايضا لاى استدعاء فى حاله وجود حرب
فهذ اسمى الامانى
تحياتى لكى