ضد الفلاحين ... ع الفيس بوك ! "يا
فلاح".. "ده مكر فلاحين".. "جاي من ورا الجاموسة".. كلها ألفاظ وجمل
يرددها كثيرون عندما يريد شخص تحذير آخر من التعامل مع من يأتي من الريف،
وكأن من يردد تلك الألفاظ ترجع أصوله إلى لعرق تركي أو أصل أوروبي.. فأغلب
المصريين من أصول ريفية أو صعيدية، ونادراً ما تجد شخصاً من عائلة "قاهرية
المنشأ".
تداول مثل هذه الألفاظ في الشوارع مصر وفي تعاملات
المصريين، جعلت كثيراً من الشباب يعتقدون أن الفلاحين من أصول غير أصولنا
وكأنهم من "كوكب تاني"، فإذا تصفحت الفيس بوك، ستجد عدداً من المجموعات
تناهض وتضطهد وجود الفلاحين في مصر، فكلمة "فلاح" في عرف هؤلاء "شتيمة"،
ولذلك لا يجب الحفاظ على فصيلة الفلاحين داخل الأراضي المصرية!
خليكم في بلدكم
ويمكنك أن تحصي 7 جروبات تعلن كراهية للفلاحين صراحة، ومنها "الحملة
القومية للقضاء على الفلاحين" و"رابطة كارهي الفلاحين"، بالإضافة إلى أكبر
جروب من هذا النوع والذي يدعى "إدارة مكافحة الفلاحين"، حيث ضمت المجموعة
مئات الشباب المؤيدين لتلك الأفكار، رافعة شعار "خليكم في بلدكم أحسن من
قرفكم".
وتناولت تلك الحملات الفلاحين بالعديد من الصفات التي يصعب
وصفها، فمثلاً كتب كريم سيد أحمد، على حائط wall إحدى المجموعات مؤكداً أن
الفلاحين من أصل غير مصري، واستدل على ذلك بالعيون الملونة والشعر الأصفر
قائلاً: "أعوذ بالله منهم ومن أفعالهم.. كفاية ملابسهم النتنة ورائحتهم
المعفنة وألوان ملابسهم المؤذية للعين"!
كما تخصص عدد من تلك
المجموعات أقساماً خاصة أو Discussion Topic عن النكات التي تتردد عن
الفلاحين، في حين ينشر زوار وأعضاء تلك الجروبات العديد من القصائد
والإشعار بل والأغاني التي تسخر من الفلاح وتلقبه بأسوأ الألفاظ، لدرجة أن
شاباً كتب شعراً يصفهم فيه بالوباء، ويشبههم بيهود ألمانيا، حتى أن أحدهم
رد عليه بسخرية مطالباً الدولة بإعدام الفلاحين في أفران غاز مثلما حدث مع
اليهود في فترة حكم هتلر.
مين بيأكلكم؟!ونتيجة لهذه الاقتراحات العنصرية، ظهرت أصوات عديدة من داخل تلك
المجموعات تنبذ فكرة السخرية من الفلاحين أو حتى التعميم، ومنهم عبدالله
الجزار، الذي كتب مؤكداً أنه يتضامن من حيث المضمون مع حملة اضطهاد
الفلاحين، لأنهم، كما يرى عبدالله، يتمتعون بصفات الجهل والمكر والنفاق،
لكن عبد الله أكد للجميع ضرورة التفرقة، فليس كل الفلاحين كذلك، مشيراً إلى
أن الفلاحين الذين يحاولون الانقلاب على أصولهم ويلقون بالفأس والجلابية
وينتقلون للمدن هم من يشوهون صورة الفلاح.
فيما عبر سمير عبد المحسن
عن رأيه وكتب ينتقد الحملة قائلاً: "أمال مين اللي بيأكلكم.. مش
الفلاحين"، وأضاف سمير مؤكدا على اعتزازه بكونه من أصول ريفية: "أنا لسه
راجع من مصر بالجلابية دون كسوف أو إحراج".
أما عبد اللطيف خلاد،
فأكد أن الفلاح هو أساس الحياة، وقال: "الفلاح في أهميته مثل الماء
والهواء.. ثم قولوا لنا ماذا سيحدث لو اختفى الفلاح كما تريدون، الناس
هتاكل منين وتشرب منين.. طبعا هاتقولوا نستورد من بره.. نسيتوا القمح
الفاسد؟".
وأضاف عبد اللطيف أنه يعتز بكونه من الفلاحين، وقال: "لم
أعتد على تغيير طباعي وأسلوب حياتي حتى داخل الجامعة، فحتى اللهجة التي
أقلع عنها كثيرون من أصدقاء دراستي مازلت أنطق بها حتى الآن على الرغم من
أنها كانت السبب في ابتعاد البعض عني، وعلى فكرة أنا رفضت الارتباط بإحدى
زميلات الجامعة؛ لأنها طالبتني بالتخلي عن أسلوبي الفلاحي ولغتي وهو ما رفض
التخلي عنه.
السبب: أسرة محمد علي
وعن هذه الظاهرة، يعلق د.سامي النجار، أستاذ علم الاجتماع بجامعة
الزقازيق، مؤكداً أن النظرة الدونية تجاه الفلاحين قد تولدت من فترة ولاية
أسرة محمد علي التي عرفت سياسة الإقطاع التي ميزت بين صاحب الأرض وزارعها،
حيث سمي الفلاحون بالعبيد أو أقنان الأرض.
ومثل هذه الظروف
التاريخية حولت فكر الفلاح إلى إنسان أكثر حرصا على المال، فقد كان أجداده
يعانون من القهر والظلم وعدم الاطمئنان للرزق، فكل صاحب أرض يمكنه طرد
الفلاح من أرضه في أي وقت، ولذلك بدأ الفلاح يتعامل بحرص أكثر في كلامه
وأفعاله وفي تصرفاته المالية، وهي صفات توارثها فلاح اليوم، وللأسف عادت
سياسة الإقطاع من جديد مع أزمة اقتصادية طاحنة تجعل الفلاح وغيره أكثر
حرصاً على وظيفته، فالموظف في الحكومة أو في القطاع الخاص لديه خبث ونفاق
ومكر وحرص أكثر من أي فلاح لأنه يخاف على لقمة عيشه، ولذلك لا يجب أن نصف
الفلاح بأوصاف تعيب كل واحد فينا أكثر منه.
ويشير د.سامي إلى أن
الاغتراب الثقافي الذي يعيشه الشباب، فهو يرى سلوكيات ومظهر وملبس الأجانب
في الأفلام الأمريكية فيحزن على حال بلده، وبدلاً من أن يبدأ بنفسه يستسهل
كثيرون ويلقون باللوم على الفلاحين كأنهم هم الذين خربوا البلد، مع أن كل
منا ساهم في تدمير هذا البلد.
ويؤكد د.سامي النجار، أستاذ علم
الاجتماع بجامعة الزقازيق، أن الإعلام لعب دوراً كبيراً في تكريس تلك
الفكرة في أذهان الشباب، فالأفلام والمسرحيات أظهرت الفلاح في مظهر سيء
يثير الضحك والرثاء وهو ما كرس تلك الصورة الذهنية الخاطئة لدى عقول
الكثيرين، رغم أن معظم مثقفي وشيوخ وكبار رجال الدولة تربوا في الريف
المصري، وكل منهم له أب فلاح زرع وحصد ولبس الجلباب، وكثير من مثقفينا
تعلموا في الكتاتيب التي تنتشر في ربوع كل ريف في محافظات مصر، كما أن شباب
الفيس بوك الذين كتبوا تلك التعليقات الساخرة، جاءت عائلاتهم أساساً من
الأرياف ولذلك يختم د.سامي كلامه بقوله: "من فات قديمه تاه"
والله العظيم فى زمان داية واحسن واكتر ناس محترمين والكل يعرفة كدة
انا من الفلاحين ابن فلاحيين ابن ابن فلاحيين وعايش فى بلد فلاحين وافتخر بهذا
ويكفى
اووى الا شوفتوا من ترابط وخوفنا على بعضنا اثناء الصورة هنا عندنا وفى كل
مكان فى مصر لانى كل مكان فيه فلاحيين وشوفوا برة بيتعملوا معاهم ازى من
الموضوع
كما ارجو يكون الموضوع عجبكم