يا دكتور شرف
حمداً لله على السلامة، والله لقد انشرح قلبى وأنا أضبط نفسى متلبسا للمرة
الأولى فى حياتى بمتابعة أخبار سفر مسؤول مصرى إلى أى حتة، المرة الوحيدة
التى تابعت فيها أخبار مسؤولينا فى الخارج عندما كان الرئيس السابق يعالج
فى ألمانيا، لم أكن أتابع الأخبار بحكم قلقى عليه ولكن بحكم قلقى على
البلد كله، وعندما وجدت مبارك بالترننج يقرأ جريدة الأهرام وزكريا عزمى
يعرض عليه البوسطة ليوقعها اطمنت على الريس وبدأت أقلق على البلد من جديد،
بالمناسبة، وكما تلاحظ من المشهد السابق، أن الرئيس السابق كان يسيطر على
البلد من خلال الصحافة القومية وعزمى والترننج (الذى يشير إلى البعد الرياضى للرئيس، تحديدا المنتخب الوطنى)، عموما أهو المنتخب خرج من الصورة، عقبال الباقى.
المهم..
كتبت أثناء سفرك عن حاجتنا الملحة لهيئة إعلامية لن نختلف حول تسميتها (وزارة إعلام، وزارة إرشاد قومى، هيئة إعلام الثورة )، واليوم أكرر طلبى وأتمسك به لأسباب كثيرة..
أولاً:
لقد انتقلت الثورة من الشارع إلى شاشات التليفزيون،
وهذه ليست إدانة لكنها تشخيص للواقع، الثورة لم تعد فى يد رجال السياسة
فقط لكنها الآن فى يد المعدين والمذيعين، ومع احترامى لوطنية الجميع
الأكيدة، أرى أن الأمر بحاجة إلى حسن استغلال وإدارة للشكل الجديد الذى
أصبحت عليه الثورة، الأيام التى نعيشها لا تقل خطورة عن الأيام التى تلى
الحروب أو ربما أيام الحروب نفسها، لابد من نقطة نظام تجعل فائدة الشاشات
تصب فى مصلحة البلد قبل أن تصب فى مصلحة السبق الإعلامى.
ثانياً:
إذا كان الطبيب لا يعمل إلا برخصة، والمحامى
بتصريح من النقابة، والمدرس عبر اختبارات الكادر، فما الموقف من رجال
الدين الذين يطلون عبر الشاشات؟ من الذى ينظم ظهورهم، ومن الذى يلفت نظرهم
إلى أخطائهم ومن الذى يستطيع أن يسحب منهم الرخصة إذا ما أساءوا
استغلالها؟ من الذى يفترض أن ينظم الإعلام الدينى؟ من المسؤول عن فتاوى
وصراخ واتهامات تسىء للإسلام أكثر من الرسام الدنماركى؟
ثالثاً:
الإعلام وحده هو القادر على تنظيم الاحتجاجات الفئوية التى أراها
امتداداً للثورة يستحق التوجيه لا المنع، الإعلام أيضا قادر على مواجهة (الثورة المضادة) مثلما استطاع فى وقت سابق أن يقاوم ما هو أخطر منها (أنفلونزا الخنازير)، الإعلام قادر على طمأنة (الناس اللى لسه واخدة جنب من الثورة) بإعادة تعريف الثورة وشرحها للناس وإلهام الجميع أن البلد أصبح ملكهم وأن الأيام المقبلة هى الأفضل.
الإعلام قادر على محو الأمية السياسية ورفع المعنويات وكشف المتخاذلين سابقا وحاليا.
رابعاً:
ربما يجد المجلس الأعلى حرجا فى أن يكون صاحب خطاب ثورى صاخب، ولذلك تبدو لهجته هادئة ومتحفظة (وهذا حق الجيش)، ولكن هذا الهدوء قد يُساء فهمه، أعتقد أن وجود هيئة مدنية إعلامية لثورة يناير قادر على إعفاء الجيش من هذا الحرج.
دكتور شرف..
أعتقد أنها خطوة تنظيمية نحتاج إليها بشدة وأؤمن بأنها جديرة باهتمامك ومتابعتك.
_________________________
عـــمــر طــاهــر
_________________________
موضوع: يا دكتور شرف بقلم عمر طاهر 
الأربعاء 30 مارس 2011 - 22:45
