موضوع: الامام البخاري (رضي الله عنه ) الأحد 27 فبراير 2011 - 1:19
نسبه ونشأته
هو محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة الجعفي أبو عبد الله البخاريمن مدينة بخارى في إقليم خراسان(أوزبكستان الحالية)، وهو الحافظ إمامأهل الحديث في زمانه، والمقتدى به في أوانه، والمقدّم على سائر أضرابه وأقرانه، وكتابه الجامع الصحيح أجمع العلماء على قبوله وصحة ما فيه.
ولد الإمام البخاري في ليلة الجمعة الثالث عشر من شوال سنة أربع وتسعين ومائة 194 هـ، ومات أبوه وهو صغير، فنشأ في حجر أمه، وقد كان أصيب بصره وهو صغير
وفي ذات يوم
قامت الأم من نومها، تقول في فرح : يا لها من رؤية طيبة !! نبي الله "إبراهيم" – عليه السلام- يأتينيفي منامي ويقول لي : "يا هذه ، قد رد الله على ابنك بصره لكثرة دعائك " . اللهم اجعلهابشرىخير ، اللهم استجب دعائي ، وردعلى ولدى الصغيربصره . وسارت الأسم الصالحة إلى حجرة ولدها ،وهى تحرك قدميها بصعوبة بالغة ، وعندما وصلت إلى فراشه همت أن توقظه لكنها ترددتكثيرًا ، فقد كان قلبها المكلوم يرتجف بشدة ، فأخذت تمسح بيديها المرتعشتين علىرأسه بحنان وعطف، وهى ما زالت تدعو الله أن يستجيب لها ويشفى ولدها ، فاستيقظالصغير من نومه ، وأخذ ينظر في دهشة وهو يحرك جفونه باضطراب ، ويقول بصوت متقطع : أمي !!إنني أراك يا أمي !! أرى وجهك الجميل !! أرى حجرتيولعبي !! الحمد لله .. الحمد لله .. لقد رد الله إلىَّ بصري !!!
أحست الأم من فرحتها أنها في حلم جميل ، لكنها ما لبثت أنعادت إلى وعيها بعد أن رأت ولدها الحبيب يجرى ويلعب كما كان يفعل من قبل ، فقالت فيإيمان وفرحة : الحمد لله .. الحمد لله القادرعلى كل شيء . وذات صباح كانت الأم ترتب منزلها فوقعت يدها على بعضالأوراق المدونة عليها أحاديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم- فتذكرت زوجها الحبيب "إسماعيل" وقالت في حزن وألم ، وهى تمسح دمعة حارة قد انحدرت على وجنتيها : يرحمكالله يا أبا "محمد" لقد كنت رجلاً تقيًّا ورعًا ، وكم كنت تتمنى أن يكون ولدك "محمد" من رجال العلم ، وإنني أعاهدك أن أبذل كل ما في وسعى لكي أحقق لك أمنيتكالغالية إن شاء الله ،ثم نادت على ولدها في حب ، فأقبل الصغيرمسرعًا في أدب فقالتله : لقد آن لك يا بنى أن تطلب العلم وتنفع نفسك وتنفع الناس من حولك ، وسوف أرسلكغدًا إلى الكتاب لكي تحفظ القرآن ، وتتعلم الحديث النبوي الشريف ، وتدرس اللغةالعربية لتصبح عالمًا جليلاً كما كان أبوك "إسماعيل" – يرحمه الله . فقال الصغير "محمد" في ذكاء : أو كان أبى عالمًا كبيرًايا أمي ؟ فقالت الأم : نعم يا بنى ؛ فقال "محمد" في أدب : أعدك ياأمي أن أسير على نهجه وأسلك طريقه بجد واجتهاد بإذن الله . كانت مدينة "بخارى" (تقع الآن في دولة أو***ستانالإسلامية ) من أعظم مدن بلاد "ما وراء النهر" حينئذ ، وكانت الكتاتيب التي تعلماللغة العربية والقرآن الكريم والتاريخ والفقه منتشرة بصورة واسعة في أرجاء المدينة، فانطلق الصغير "محمد بن إسماعيل البخاري" ينهل العلم من تلك الموارد العذبة ،فظهر عليه نبوغ مبكر أذهل كل من حوله ، فقد كان يملك ذهنًا وقَّادًا ، وقلبًاواعيًا ، وذاكرة مدهشة، وقدرة فائقة على الحفظ ، حتى إنه أتم حفظ القرآن الكريم ،وأتقن اللغة العربية ، وألم بكثير من الفقه وحفظ الحديث النبوي ، ولم يكن قد جاوزالعاشرة من عمره ، وكانت الأم الصالحة دائمًا ما تشجع ولدها ، وتهيئ له البيئةالصالحة لطلب العلم ، وبعد أن أتم "البخاري" دراسته في الكتاب رأت أمه الواعية أنترسله إلى حلقات العلم المعروفة في "بخارى" "سمرقند" و"بيكند" و"مرو" و"نيسابور" ،وذاعت شهرته بين العلماء حتى صار يناقش أساتذته، بل ويصحح لهم في بعض الأحيان !! ولم يقف التفوق والنبوغ بالبخاري عند هذا الحد بل إن شيخه "محمد بن سلام البيكندى" عالم "بخارى" ومحدث بلاد "ما وراء النهر" كان يطلب منه أنيراجع له بعض كتبه فإذا وجد فيها خطأ صوبه ، فكان العلماء يتساءلون متعجبين : منيكون ذلك الغلام الذي يصحح كتب أستاذه ؟! فكان الإمام "البيكندى" يقول في فخر واعتزاز بتلميذه النجيب : هذا الذي ليس له مثيل !! وكثيرًا ما كان الإمام "البيكندى" يحدث زملاءه عن تلميذه "البخاري" الذي يحفظ سبعين ألف حديث ، وليس ذلك فحسب بل إنه لا يحدث بحديث عنالصحابة أو التابعين إلا وكان يعرف متى وأين ولدوا ؟ وأين عاشوا ؟ ومتى كانتوفاتهم؟!! ومرت السنون ، وأصبح "محمد بن إسماعيل" في السادسة عشرةمن عمره فأحس أنه في حاجة ماسة إلى أن يطلب العلم في ربوع الدنيا ؛ حتى يشبع نهمهويروى ظمأه ، فتوجه إلى "مكة المكرمة" في صحبة أمه وأخيه الكبير "أحمد" سنة (210 ﻫ)
للحج وطلب العلم ، وبعد انقضاء موسم الحج عادتالأم وولدها "أحمد" إلى "بخارى" ، وبقى "البخاري" بمكة يتنقل بين مناراتها العلميةشرقًا وغربًا وشمالاً وجنوبًا ، فلم تمرعليه سنتان في تلك البلدة الطاهرة حتى بدأفي تأليف كتاب "قضايا الصحابة والتابعين " الذي يعد أول مؤلفاته الخالدة . وكان دائمًا ما يحلو للبخاري أن يذهب إلى "المدينةالمنورة" ، وكان من ثمار هذا المكان وبركته أن ألف "البخاري" كتاب "التاريخ الكبير" الذي يعد أول كتاب جامع لأسماء رواة الحديث النبوي الشريفوأحوالهم.
ومن "المدينة المنورة" تلك البقعة العطرة الطاهرة انطلق "البخاري" في نشاط لا يعرف الكسل يطوف بلدان العالم الإسلامي حبًّا في حديث النبي – صلى الله عليه وسلم- ، فسافر إلى "الحجاز" و"الشام" و"مصر" و "خراسان" (وهى منطقةواسعة تقع اليوم في الشمال الشرقي من "إيران" وجنوب "روسيا" وغرب "أفغانستان" ) وزار "البصرة" ونزل ببغداد ، وكانت حينئذ عاصمة للخلافةالعباسية . وقد استفاد "البخاري" من تلك الرحلات العلمية أعظم استفادة ، وقرت عينهبمقابلة معظم رجال الحديث في زمانه فجلس إليهم واستمع منهم وحفظ عنهم العلم
وذات مساء رأى "البخاري" رؤية عجيبة كانت لها أثرًاعظيمًا جدًّا في حياته كلها!! فقد رأى نفسه وهو واقف أمام رسول الله – صلى الله عليه وسلم- وهو يمسك في يده مروحة يدفع بها الأذى عن النبي – صلى اللهعليه وسلم – فأصابته الحيرة وأخذته الدهشة فذهب إلى شيوخه ليسألهم عن تفسيرهذهالرؤية فقالوا له في فرحة: إنك إن شاء الله سوف تدفع الكذب والافتراء عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وهنا تذكر "البخاري" شيخه "إسحاق بنراهويه" عالم "خراسان" الكبير عندما قال لتلاميذه
"لو أنكم جمعتم كتاباً مختصراًفي الصحيح من سنة رسول الله- صلى الله عليه وسلم" . فوقع ذلك القول في قلب "البخاري" ، وتذكر ذلك الحلم الذي كان يلح عليه منذ بدأ يطلب الحديث النبوي الشريف، فشمر من فوره عن ساعد الجد ، وخاض غمار رحلته الطويلة في تأليف ذلك الكتاب العظيمسنة (217 ﻫ) ، وكان عمره حينئذٍ ثلاثة وعشرين عامًا. وبسبب ذلك الحلم قطع "البخاري" آلاف الأميال متنقلاً بين أقطار العالم الإسلامي متعرضًا للمتاعبوالأهوال ، متكبدًا المشاق الكبيرة ، ربما من أجل حديث واحدٍ من أحاديث رسولالله – صلى الله عليه وسلم ، وقد وصل به الأمر في بعض الأحيان أن أكل الحشائش لكي يسد جوعهبعد ما أنفق كل ما معه من مال ، حتى الساعات القليلة التي كان يقتنصها لينال قسطًاقليلاً من الراحة والنوم ، لم يكن يترك نفسه تهنأ بها ؛ فقد كان يقوم في الليلةالواحدة من خمس عشرة مرة إلى عشرين مرة يوقد السراج ، ثم يجلس يصنف ويرتب ما جمعهمن أحاديث . وقد أخذ "البخاري" شرطًا على نفسه ألا يكتب حديثًا عنراوٍ من رواة الحديث إلا بعد أن يلتقي به بنفسه ، ويسمع منه الحديث بأذنه ، وكان لايأخذ حديثًا إلا ممن يتصفون بالأمانة والإتقان والدقة والورع وقوة الحفظ ، وبعد كلذلك كان يغتسل ويصلى ركعتين لله- عز وجل – ثم يضع الحديث الذي تكتمل كل شروطه فيكتابه . وبعد ستة عشرعامًا من الجهد والعمل المتواصل أتم "البخاري" كتابه الجليل ، جامعًا بين دفتيه ما يقرب من (7000) حديث صحيح ، اختارهامن بين (600.000) حديث من الصحيح وغير الصحيح ، وقد ترك "البخاري" كثيرًا من الأحاديث الصحيحة حتى لا يطول الكتاب ، واختار الإمام اسم "الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وسننهوأيامه" ليكون عنوانًا لأصح كتاب بعد كتاب الله – عز وجل المعروف (بصحيحالبخارى) وقد نال الكتاب شهرة كبيرة ، وحظى "البخاري" بسببه بمكانةعظيمة ، كان جدير بمثله أن يتبوءها ، فقد كان – رضى الله عنه – واسع المعرفة غزيرالعلم ، عظيم الخلق ، سمح الطبع ، عزيز النفس ، عفيف اللسان ، زاهدًا في الدنيا ،قوى الإيمان ، شديد المراقبة لله ، وبعد أن ذاعت شهرة الإمام "البخاري" في ربوعالدنيا أقبل ألوف الدارسين يتتلمذون على إمام الحفاظ والمحدثين حتى وصل عدد من كانيحضر مجلسه ببغداد إلى عشرين ألف إنسان ، وكان من أعلام تلامذته : "الترمذى" و"النسائي" و"مسلم"وغيرهم . وفى عام (250 ﻫ) رحل "البخاري" إلىمدينة "نيسابور" من مدن "خراسان" ، وأقام فيها مدة يعلم أهلها ، ثم قرر أن يعود إلىبلده الحبيب " بخارى" فتسابق أهلها إلى الخروج لاستقباله في احتفال عظيم نصبت فيهالخيام ، وعلقت الزينات ونثرت على الإمام الورود والدراهم والدنانير ، وكانت فرحةعظيمة عمت "بخاري" كلها . وتشاء رحمة الله بالإمام ألا يقبضه إليهقبل أن تطمئن نفسه ، وتعود الفرحة إلى قلبه ، فى أحد الأيام أرسل إليه أهل "سمرقند" يطلبونه ، فأجابهم الإمام إلى طلبهم ، واستعد للرحيل إليهم في سعادة بالغة ، فلمامشى إلى دابته قليلاً قال : "أعيدوني فقد ضعفت واشتد على المرض" فلما أعادوه إلىبيته دعا بدعوات ، ثم اضطجع على سريره ، وسال منه عرق غزير ، ثم صعدت روحه الطاهرةإلى بارئها ، وكانت وفاته – رضى الله عنه – ليلة السبت ، أول شهر شوال سنة (256 ﻫ = 870 م) ، وكان عمره حينئذ اثنين وستين عامًا ، ودفن الإمام بقرية "خرتنك" ، وهىتعرف الآن بقرية "خواجة صاحب" ، فرضى الله عنه، وأسكنه فسيح جناته آمين .
JASMEN كفراوي اصيل
تاريخ التسجيل : 10/11/2010
موضوع: رد: الامام البخاري (رضي الله عنه ) الأحد 27 فبراير 2011 - 1:31
صور قبر الامام البخاري
الطريق الي قبر الامام البخاري
من الجانب
القبر بوضوح
قبه القبر
MiXoLoGY المدير العام
تاريخ التسجيل : 18/10/2010
العمر : 33
موضوع: رد: الامام البخاري (رضي الله عنه ) الأربعاء 16 مارس 2011 - 21:27
بسم الله ماشاء الله موضوع متكامل فعلا ياياسمين جزاكي الله عنا كل خير ومعلومات قيمه عن صحابيب جليل له فضل في حفظ الاحاديث النبويه وإسنادها
Zizo عضو
تاريخ التسجيل : 14/12/2010
العمر : 32
موضوع: رد: الامام البخاري (رضي الله عنه ) الأربعاء 16 مارس 2011 - 23:28
جزاكي الله كل خير يا ياسمين رحم الله الأمام أفاد - ومازال- الناس من نهر علمه معلومات قيمة جداً الواحد مكنش عارفها
JASMEN كفراوي اصيل
تاريخ التسجيل : 10/11/2010
موضوع: رد: الامام البخاري (رضي الله عنه ) الخميس 17 مارس 2011 - 9:20
MiXoLoGY كتب:
بسم الله ماشاء الله موضوع متكامل فعلا ياياسمين جزاكي الله عنا كل خير ومعلومات قيمه عن صحابيب جليل له فضل في حفظ الاحاديث النبويه وإسنادها
ربنا يخليك يا ادمن وتشجعنا كده علي طول وجزاك خير الجزاء وكتبه الله لنا في موازين حسناتنا اجمعين وتسلم علي المرور المشرف ليا
JASMEN كفراوي اصيل
تاريخ التسجيل : 10/11/2010
موضوع: رد: الامام البخاري (رضي الله عنه ) الخميس 17 مارس 2011 - 9:26
Zizo كتب:
جزاكي الله كل خير يا ياسمين رحم الله الأمام أفاد - ومازال- الناس من نهر علمه معلومات قيمة جداً الواحد مكنش عارفها
شكرا ليك يا زيزو ايوه فعلا في حاجات كتير مش كنا نعرفها عن الامام وزي ما انت قولت لسه بنتعلم من الامام من علمه وكمان دوره المهم في حفظ الاحاديث النبويه وكمان تصميمه في جمع الاحاديث والحفاظ عليها
تسلم حضرتك علي مرورك التوبيك نور بيك
gege mosa كفراوي اصيل
تاريخ التسجيل : 15/11/2010
موضوع: رد: الامام البخاري (رضي الله عنه ) الخميس 17 مارس 2011 - 10:48
الله عليكى يا ياسمينا ياقمر بجد موضووووووووووووووووووع روعة
جزاكى الله كل خير وربنا يجعلة فى ميزان حسناتك
JASMEN كفراوي اصيل
تاريخ التسجيل : 10/11/2010
موضوع: رد: الامام البخاري (رضي الله عنه ) الخميس 17 مارس 2011 - 11:57
gege mosa كتب:
الله عليكى يا ياسمينا ياقمر بجد موضووووووووووووووووووع روعة
جزاكى الله كل خير وربنا يجعلة فى ميزان حسناتك
اللهم امييييين الله يخليكي يا حبيبتي وشكرا علي مرورك الكريم بس يارب تكونو استفدوا من التوبيك